Telegram Group & Telegram Channel
🔰 أبو الزّهراء محمّد🔰

🔗 سلسلة حلقات كتبية تتناول سيرة النبيّ الأعظم محمّد (صلّى الله عليه وآله).

📎 الحلقة السادسة عشر: لقاء وفراق.

أخذت دقات قلب آمنة بنت وهب تتسارع وهي تجدّ الخطى مسرعة للقاء وليدها الذي فارقته طيلة سنين عدّة، وها هي تكاد تصل إليه وتراه مجددا، ترى ما شكله الآن؟ وما هو منطقه؟ وكيف شكل جدائله؟ وماذا سوف أقول له أول اللقاء؟ وووو، فقد تزاحمت عندها المشاعر، ولسان حالها يقول: تالله إني لأجد ريح محمد لولا أن تفندون.
ولاح لها من بعيد صبيّ يلبس الأبيض من الثياب، وتعلوه عمّة بيضاء صغيرة، وله ذوائب متدلية كأنها عناقيد يواقيت، وله ثنايا تلمع كأنها البرق، فيما التقى حاجباه مع تزجج رباني بديع، فيما كانت له عينان واسعتان سوداوان كأنهما كوكبان يلمعان من شدة الصفاء فيهما، وله فم جلّ الله تعالى صانعه، فيما كان عنقه كأنه إبريق فضّة، وتفوح منه روائح لا نظير لها إلا في الجنة التي خلقها الله تعالى من نوره، وقد التفت إلى أمه الطاهرة آمنة فهرول بوقار نحوها وقد عرفها لوجود أبي طالب معها وعيونها تمطر كالميزاب فرحا بلقيا وليدها الأزهر محمد.
طال العناق والبكاء بين الأم ووليدها، فهي تبكي تارة فرحا وأخرى تضحك فرحا، وهكذا تقبله تارة وتشمه أخرى، واستذكرت ساعة فراقه فهاج وجدها ونشجت باكية، فيما اكتفى القوم بالنظر وكفكفة دموعهم التي ما توقفت لحظة واحدة.

لم يدم اللقاء والسرور طويلا فسرعان ما طلبوا منهما وداع بعضهما بعد بضعة أيام من الاجتماع وطيب الخاطر، ولكن الأمومة رفضت الوداع هذه المرة وقررت أن تموت دون فراقه، فمن وجد محمدا لم يضيّع شيئا، ومن أضاعه فقدَ كل شيء، وهكذا كان، فصار الرأي هو أن يرجعوا جميعا إلى مكة المكرمة وشيخها المسمّى عبد المطلب الذي كان ينتظر عودة القوم سالمين قبل معرفة اليهود بهم، لذا عمد إلى إرسال مجموعة من فتيان بني هاشم ومعهم بعض الخدم ليكونوا بحماية أبي طالب وآمنة إذا رجعا بمعية محمد.

ولما انتصف طريق العودة بهم ودموع المرضعة الموحدة حليمة السعدية لم تقف عن البكاء والنواح على فقد الوليد الميمون المبارك الذي ما إن وطأت قدماه بيتها حتى صار منزلا للبركة والخير والنماء، وها هو يغادر تاركا خلفه عطره الزكي وبضعة آثار له هنا وهناك.
وفجأة هجم ثلة من الملثمين على الجمال التي كانت تحمل أغلى بضاعة في تأريخ البشرية حيث كان محمد يعلوها، وبشكل مباغت قتلوا بعض الشباب الذين كانوا يحدون بالإبل، وتصدى لهم أبو طالب لوحده، ولكن الرعاية الإلهية لم تترك محمدا نهبا للسيوف اليهودية فوصل شباب بني هاشم في ذات الوقت وخاضوا نزالا عنيفا تكلل بهروب المعتدين وقتل بعضهم وأسر أحدهم الذي اعترف على اليهود بأنهم أرسلوهم لقتل محمد.

نزلت آمنة بنت وهب عن ظهر الجمل وهي تردد كلاما لم يفهم منه سوى أوصيكم بمحمد، فقد كانت حمّت حمى شديدة جراء خوفها على وليدها، وسرعان ما انطفأت شمعتها وذوت أمام أنظار وليدها الذي ما شبع من لثمها وضمّها، فدفنوها هناك وأكملوا طريق العودة مسرعين، فيما كان الحذر سيد الموقف عند الرجال، كان الحزن سيد الموقف عن محمد صاحب السنوات الست، الذي صار يتيم الأبوين، وبعيدا عن مرضعته التي حنت عليه كثيرا، فها هو يغادر مرحلة ليبدأ مرحلة أخرى لن تكون أسهل مما مضى.

وصل القوم والتجهم يعلو محياهم، وعبد المطلب يتفقد الراحلين، فقال: وأين هي آمنة؟ فمسح أبو طالب دموعه، فعلم الشيخ الهرم بوفاة زوجة ابنه الراحل، وبقاء محمد بدون أبوين، فصار يفيض عليه عاطفة ورحمة ورقة وعطفا.

ثمّ ماذا حصل بعدها؟ ستعرف هذا في الحلقة التالية إن شاء الله تعالى.

🔺️إذا استفدت من البحث فشاركه كي ينتفع به غيرك.

الباحث الإسلاميّ الأستاذ محمّد سلمان زاير الربيعيّ.

رابط قناة تليغرام
https://www.tg-me.com/us/الأستاذ محمد سلمان زاير الربيعي/com.qur313

رابط قناة اليوتيوب
https://bit.ly/2S5kY2b

رابط الصفحة على الفيسبوك
https://bit.ly/2KwAPCL



tg-me.com/qur313/7874
Create:
Last Update:

🔰 أبو الزّهراء محمّد🔰

🔗 سلسلة حلقات كتبية تتناول سيرة النبيّ الأعظم محمّد (صلّى الله عليه وآله).

📎 الحلقة السادسة عشر: لقاء وفراق.

أخذت دقات قلب آمنة بنت وهب تتسارع وهي تجدّ الخطى مسرعة للقاء وليدها الذي فارقته طيلة سنين عدّة، وها هي تكاد تصل إليه وتراه مجددا، ترى ما شكله الآن؟ وما هو منطقه؟ وكيف شكل جدائله؟ وماذا سوف أقول له أول اللقاء؟ وووو، فقد تزاحمت عندها المشاعر، ولسان حالها يقول: تالله إني لأجد ريح محمد لولا أن تفندون.
ولاح لها من بعيد صبيّ يلبس الأبيض من الثياب، وتعلوه عمّة بيضاء صغيرة، وله ذوائب متدلية كأنها عناقيد يواقيت، وله ثنايا تلمع كأنها البرق، فيما التقى حاجباه مع تزجج رباني بديع، فيما كانت له عينان واسعتان سوداوان كأنهما كوكبان يلمعان من شدة الصفاء فيهما، وله فم جلّ الله تعالى صانعه، فيما كان عنقه كأنه إبريق فضّة، وتفوح منه روائح لا نظير لها إلا في الجنة التي خلقها الله تعالى من نوره، وقد التفت إلى أمه الطاهرة آمنة فهرول بوقار نحوها وقد عرفها لوجود أبي طالب معها وعيونها تمطر كالميزاب فرحا بلقيا وليدها الأزهر محمد.
طال العناق والبكاء بين الأم ووليدها، فهي تبكي تارة فرحا وأخرى تضحك فرحا، وهكذا تقبله تارة وتشمه أخرى، واستذكرت ساعة فراقه فهاج وجدها ونشجت باكية، فيما اكتفى القوم بالنظر وكفكفة دموعهم التي ما توقفت لحظة واحدة.

لم يدم اللقاء والسرور طويلا فسرعان ما طلبوا منهما وداع بعضهما بعد بضعة أيام من الاجتماع وطيب الخاطر، ولكن الأمومة رفضت الوداع هذه المرة وقررت أن تموت دون فراقه، فمن وجد محمدا لم يضيّع شيئا، ومن أضاعه فقدَ كل شيء، وهكذا كان، فصار الرأي هو أن يرجعوا جميعا إلى مكة المكرمة وشيخها المسمّى عبد المطلب الذي كان ينتظر عودة القوم سالمين قبل معرفة اليهود بهم، لذا عمد إلى إرسال مجموعة من فتيان بني هاشم ومعهم بعض الخدم ليكونوا بحماية أبي طالب وآمنة إذا رجعا بمعية محمد.

ولما انتصف طريق العودة بهم ودموع المرضعة الموحدة حليمة السعدية لم تقف عن البكاء والنواح على فقد الوليد الميمون المبارك الذي ما إن وطأت قدماه بيتها حتى صار منزلا للبركة والخير والنماء، وها هو يغادر تاركا خلفه عطره الزكي وبضعة آثار له هنا وهناك.
وفجأة هجم ثلة من الملثمين على الجمال التي كانت تحمل أغلى بضاعة في تأريخ البشرية حيث كان محمد يعلوها، وبشكل مباغت قتلوا بعض الشباب الذين كانوا يحدون بالإبل، وتصدى لهم أبو طالب لوحده، ولكن الرعاية الإلهية لم تترك محمدا نهبا للسيوف اليهودية فوصل شباب بني هاشم في ذات الوقت وخاضوا نزالا عنيفا تكلل بهروب المعتدين وقتل بعضهم وأسر أحدهم الذي اعترف على اليهود بأنهم أرسلوهم لقتل محمد.

نزلت آمنة بنت وهب عن ظهر الجمل وهي تردد كلاما لم يفهم منه سوى أوصيكم بمحمد، فقد كانت حمّت حمى شديدة جراء خوفها على وليدها، وسرعان ما انطفأت شمعتها وذوت أمام أنظار وليدها الذي ما شبع من لثمها وضمّها، فدفنوها هناك وأكملوا طريق العودة مسرعين، فيما كان الحذر سيد الموقف عند الرجال، كان الحزن سيد الموقف عن محمد صاحب السنوات الست، الذي صار يتيم الأبوين، وبعيدا عن مرضعته التي حنت عليه كثيرا، فها هو يغادر مرحلة ليبدأ مرحلة أخرى لن تكون أسهل مما مضى.

وصل القوم والتجهم يعلو محياهم، وعبد المطلب يتفقد الراحلين، فقال: وأين هي آمنة؟ فمسح أبو طالب دموعه، فعلم الشيخ الهرم بوفاة زوجة ابنه الراحل، وبقاء محمد بدون أبوين، فصار يفيض عليه عاطفة ورحمة ورقة وعطفا.

ثمّ ماذا حصل بعدها؟ ستعرف هذا في الحلقة التالية إن شاء الله تعالى.

🔺️إذا استفدت من البحث فشاركه كي ينتفع به غيرك.

الباحث الإسلاميّ الأستاذ محمّد سلمان زاير الربيعيّ.

رابط قناة تليغرام
https://www.tg-me.com/us/الأستاذ محمد سلمان زاير الربيعي/com.qur313

رابط قناة اليوتيوب
https://bit.ly/2S5kY2b

رابط الصفحة على الفيسبوك
https://bit.ly/2KwAPCL

BY الأستاذ محمد سلمان زاير الربيعي




Share with your friend now:
tg-me.com/qur313/7874

View MORE
Open in Telegram


الأستاذ محمد سلمان زاير الربيعي Telegram | DID YOU KNOW?

Date: |

The Singapore stock market has alternated between positive and negative finishes through the last five trading days since the end of the two-day winning streak in which it had added more than a dozen points or 0.4 percent. The Straits Times Index now sits just above the 3,060-point plateau and it's likely to see a narrow trading range on Monday.

الأستاذ محمد سلمان زاير الربيعي from us


Telegram الأستاذ محمد سلمان زاير الربيعي
FROM USA